ذات الـــــــنـــــــطـــــــــــاقــــــــيــــــــــن
للزي الشرعي والكتاب الإسلامي
المسجد الاقصى
مقـدمـة المؤلف :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على من والاه ، وبعد .
لان الأقصى بؤبؤ عين بلاد بيت المقدس ، ولان بيت المقدس قلب الشام النابض ، ولان الشام من أغلى بقاع الله في أرضه ، الذي إلى سواحله وجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المسلمين حين تكون الفتن في آخر الزمان .
لهذا وذاك ، أجد لزاما على أنفسي ان اكتب عن هذه الأرض المباركة ، بما فيها من معالم ، تنطق بالشهادة على إسلامية هذه البلاد والعباد ، الذين تركوا ظهرها ليستقروا في باطنها ، كانوا قد عمروها بأيديهم ، وعمروها بأجسادهم ، وحلقوا فيها بأرواحهم ، وعلى راس معالمنا الاسلامية قاطبة يقوم أولى القبلتين ، ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين .
ان كانت بيوت الله من شعائر الله فاني احمده تعالى على ان وفقني الى قضاء ردح من الزمان ، وبخاصة عنفوان شبابي ، في البحث والتنقيب عن بيوت الله المندثرة والقائمة ، ولا سيما زينتها الا وهو المسجد الأقصى المبارك ، متمنيا على الله تعالى ان يتقبلني بقوله تعالى : )ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى
القلوب) 30 من سورة الحج .
ولقد أوليت عناية فائقة لإصدار مثل هذا الكتاب ودعوته : "دليل : أولى القبلتين، ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين " هذا الدليل الذي بمتناول أيديكم ، ليس الدليل الأول للمسجد الأقصى المبارك ، وفكرته ليست مستحدثة ، فان الحب الذي يحمله المسلمين لدرة القدس يجعلهم في استدامة مستمرة للدوران في فلكها والبحث عن خصالة وشيمة وتوعية المسلمين باثاره وكانته المعزوزة .
ولرب سائل يتساءل بعجب: لما جاء هذا الدليل وهنامك غيره؟! أليس الأولى استحداث شيء جديد يتعلق بالأقصى لمبارك؟!…
أقول –وبالله التوفيق- لقد سبق دليلي هذا دليلان على الأقل ، اولهما :صادر عن دائرة الأوقاف والشؤون الاسلامية في القدس الشريف ، في مطلع سنوات الثمانين من القرن الميلادي العشرين ، من وضع مدير الوعظ في الأقصى المبارك-آنذاك- : الشيخ عكرمة صبري وعصام عواد : المهندس المقيم لاعمار المسجد الأقصى ، ويوسف النتشة : رئيس قسم الآثار الاسلامية .
وثانيهما : صادر عن مركز التخطيط والدراسات ، وضعه عيسى محمود ضيضون ، يقع في 112 صفحة من القطاع المتوسطة ، توسطه ملحق من 32 صفحة ضمنت 64 صورة ملونة توضح المكتوب وتصور الواقع بالإضافة الى أربع خرائط تعين على معرفة الأماكن .
اما الذي ابتغيه من وراء هذا الدليل فهو ان اكتب شيئا عمليا أقدمه للناس، وكافة الناس ، وقد عهدت الي مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية ان اكتب دليلا للناس متوخيا إيفاء الموضوع حقه مع اظمئناني بانه لن يصل الى حد الكمال فالكمال وحده لله تعالى
وقبل ان ألج في تدوين أبوابه وضعت له خطه استهلكت طاقة عظيمة وتجربة واسعة لبتداءا من عشرات الرحلات الى المقدسات الاسلامية في طول البلاد وعرضها وعشرات الرحلات الى المسجد الأقصى المبارك وما فيه ، مستعينا بخبرتي التعليمية ، والتي زادت على ثماني عشرة سنة واضعا نصب عيني المفارقات التعليمية بين قطاعات الناس في شمال البلاد وأواسطها وجنوبها ، والاختلاف الثقافي بين طبقات البشر .
وبعد كل هذا رأيت ان اضمن بحثي الميزات الآتية :
الشمولية ، الموضوعية ، مخاطبة الناس على كافة مستوياتهم والعمل بنظام يسهل على المطلع تناوله .
1. اما الشمولية :
فلم اترك مبنى صغيرا كان او كبيرا ، مسجدا او قبة او مصطبة ، سبيلا او مدرسة او رواقا، سورا او خلوة ، او غيرها (موجودا اليوم) الا وتناولته بالبحث والتحليل.
لقد كان انطلاقي في ذلك ان هذه المعالم الأثرية كلها جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك ، لا فرق بين المصطبة وقبة الصخرة ، ولا بين السبيل المتروك والعامر ، ولا بين مبنى الأقصى والمدرسة المعطلة من حيث القدسية ، بل الفرق في البناء والشكل والاعمار والتاريخ الذي مر على هذا الجزء.
2. اما الموضوعية :
فقد توخيت في هذه الدراسة الأسلوب الموضوعي ، الذي يعتمد على الحقيقة التاريخية ، مركزا باقتضاب على وظيفة هذه الأماكن حاليا ، غير منحاز لأحد وغير مغتر بما قام به البعض.
3. مخاطبة الناس على كافة مستوياتهم :
لقد كان قصدي واضحا منذ ان نويت وضع هذا الدليل ، اذ اعتمدت اللغة والأسلوب والعبارة التي من شانها ان تسهل على من يتناول هذا الدليل بقصد الدراسة والإطلاع ، حيث يستفيد منه طالب الابتدائية كما يستفيد منه خريج الثانوية ، يدرك ما فيه طالب الجامعة كما يعيه المحاضر في الجامعة ، كما وان يفيد منه عامة الناس في مختلف قطاعاتهم .
4. يعمل بنظام سيهل على القارئ تناوله :
حيث قسمت مواده الى اربع جولات ، ولما كان عامة الناس –من خارج المدينة- يدخلون المسجد الأقصى المبارك ، عن طريق باب الأسباط ، جعلت هذا الباب نقطة الانطلاق منه ، ومبدأ الجولات فيه :
الجولة الأولى : وتبدأ من باب الأسباط ، مسننين العمل ، متخذين الجهة اليمنى وجهتنا ، متعرفين على جميع ما كان في الاورقة وأسوار المسجد في جهاته كلها، وتكون نهاية الجولة الأولى من حيث بدأنا .
الجولة الثانية : وتختص في ساحات المسجد الأقصى المبارك في كل الجهات عدا صحن الصخرة ، وتشمل جميع المباني المرتفعة والمنخفضة ، الكبيرة والصغيرة ، المسقوفة والسماوية ، وكذلك باتجاه اليمين الى الجهات الأربع وتنتهي في المكان الذي بدأنا منه ، وهو باب الأسباط .
الجولة الثالثة : وهي المخصصة لمحيط صحن الدائرة .
وتبدأ الجولة ، من الطريق المودية الى البائكة الشمالية الشرقية ، لأنها في اتجاه باب الأسباط الذي جعلناه مركزا ، متجهين صوت اليمين لطرف صحن الصخرة، عائدين الى نقطة الانطلاق الأولى .
الجولة الرابعة : وتبدأ من البائكة الشمالية الشرقية متجهين نحو اليمين ، متعرفين على ما في ساحات صحن الصخرة من مبان .
هذه قاعدتي العامة التي لم انس من خلالها التحدث عن أمور لا بد منها ، لا بد من الحديث عن المسجد الأقصى عامة ، وقبل ذلك ، لا بد من التعريف ببيت المقدس ومدى ارتباط المسلمين به ، واصل هذا الارتباط
اما مكوثي فكان بشكل خاص عند أضخم مبنيين : مبنى المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ، وذلك للأسباب الآتية :
1- استمرارية بقاء الأبنية من القدم حتى وقتنا الحاضر ، لذا توجب علينا السير مع هذا التسلسل التاريخي ، لكن باختصار غير معيب .
2- ان كل واحد من هذين المبنين عبارة عن مجمع ضخم ، لذا كان من الاوجب المكوث عند كل مقام من هذه المقامات.
3- اتصاف هذين المبنيين بالناحية العمرانية المميزة، ا لا بد من الإشارة إليها.
4- تحول الحالة السياسية في حقب زمنية ماضية ، كان له دور واثر تجاه هذين المبنيين .
وقبل الختام …
أجد فرصة سانحة للحديث عن ثلاث مخطوطات تنتظر الخروج للنور ، لما لها من أهمية بالغة في نشرها والاستفادة منها ، وبخاصة في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الشام عامة ، وبلاد بيت المقدس خاصة ، ومقدساتها على اخص الخصوص . والمخطوطات المتحدث عنها هي :
1. الأطلس التاريخي لبلاد الشام :
يبحث هذا المخطوط في تاريخ وجغرافية بلاد الشام عامة ، ويت المقدس واكناف بيت المقدس خاصة ، توضح المعلومة خريطة او صورة او كلاهما .
يقع البحث في نحو مائة صفحة متوسط الحجم ، ملون الصفحات ، يلفه غلاف مقوى فني الصناعة
.
المطلوب: طباعة هذا البحث .
2. معالم الرباط : (نسخة مزيدة ومنقحة)
يتحدث هذا البحث عن جميع المساجد العامرة ، والواقعة تحت الإنشاء في بلاد بيت المقدس داخل الخط الأخضر ، وهي عبارة عن نسخة مزيدة ومنقحة لنفس البحث ، الذي أخرجته في سنة 1986م ، ومن أهم أهداف البحث توثيق المساجد في البلاد ، ولا سيما ان المئذنة والمنبر والمحراب لم تعد تشفع لنا في الدفاع عن مقدساتنا . يقع الكتاب في نحو 480 صفحة ملونة ، متوسطة الحجم.
المطلوب : طباعة هذا البحث .
3. مساكن ومحاريب فلسطين من الفتح الاسلامي وحتى نهاية القرن الميلادي العشرين :
تبحث هذه الموسوعة في بلدانية فلسطين منذ الفتح الاسلامي ، تدرج في زواياها موجز تاريخ وجغرافية البلدة ، وتبحث في كل مسجد من المساجد ، والتي هي مهالمنا الاسلامية في كل بلدة ، وتتحدث عن تاريخه وما حل به ، كان ذلك في العهود السابقة ام في الزمن الحالي.
تقع هذه الموسوعة في نحو 700 صفحة كبيرة لحجم ، موزعة على أربعة عشر مجلدا ، تعمل الموسوعة وفق الحروف الابتثية العربية ، ستكون طباعتها بلون واحد ، عدا في نحو عشرة مجلدات ، اذ تضم ملاحق ملونة ، عبارة عن صور المساجد المتحدث عنهافي المجلد نفسه .
المطلوب : إتمام البحث الذي بدئ به منذ سنة 1986م.
وفي الختام…
هاكم حصيلة ما بذلت وما قدمته للمسجد الأقصى المبارك من جهد ووقت ، والذي اسأل المسؤول وحده ان يتقبله خالصا لوجهه الكريم ، وان ينفعني به وأمتي الاسلامية التي انتمي إليها في اداني الأرض وأقاصيها ، انه قريب سميع مجيب ، والله لا يضيع اجر من أحسن عملا ، وبالله التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
احمد فتحي خليفة
نهاية شوال 1421ه – الموافق نهاية كانون الثاني 2001م.